إن علم تفسير الأحلام هو من العلوم التي لم يتفق عليها العلماء ولكن اختلفوا كثيرًا، لأن الحلم هو سر إلهي لا يعلم حقيقته غير الله -عز وجل- ومهما بلغ العلم من المعرفة فإن هذه هي الحقيقة الوحيدة، ولكن وهب الله بعض العباد -بإرادة منه- أن يفسّروها وفقًا لبعض الرموز المستند إليها من القرآن الكريم والسُنة النبوية، وهناك الكثير من المفسرين العظماء منهم ابن سيرين، و لكن هناك الكثير من الأشخاص التي تعتبرها مهنة وتكذب على الحالم بتقديم تفسيرات غير حقيقية لكسب المال.
ما المقصود بعلم تفسير الأحلام؟
يٌمكننا تعريف علم تفسير الأحلام بأنه توضيح السر وراء الحلم أو الرؤية، ولكن هناك بعض المصطلحات التي يجب فهمها أولًا قبل توضيح معنى هذا العلم وهي كالآتي:
- أولًا مفهوم التأويل، حيث أنه عبارة عن تفسيرات للإشارة أو الاستلهام للمعنى من الحوادث والوقائع التي لا تخضع للمعايير التفسيرية، حيث أن المُفسر في هذا المصطلح لا يخرج عن الدلالة اللغوية، والإلهام هو الجانب الذي يعتمد على القوى العقلية أو الروحية.
- ثانيًا مفهوم التعبير، فهو يختص بتفسير الرؤى وذلك عبورها من الظاهر إلى الباطن وهو معنى أكثر تخصيصًا من التأويل، حيث أن التأويل يُقال فيه تعبير وفي غيره.
- ثالثًا مفهوم التفسير، فهذا المصطلح هو توضيح المعاني والمفردات، ولكن حتى يتمّكن المُفسر من ذلك فإنه لابد وأن يخضع إلى ضوابط لغوية، ولا يمكنه أن يخرج عن هذه الدلالة أو الضوابط.
- رابعًا مفهوم الحلم، أما الحلم فهو ما نراه في منامنا ولكنه يكون في الأغلب من العقل الباطن، وكل ما يأتينا جيد فهو من الله ولكن الأحلام القبيحة والمخيفة فهي تأتينا من الشيطان الرجيم.
- خامسًا مفهوم الرؤيا، بينما الرؤى هي أيضًا حلم ولكنه يشير إلى شئ ما، وهي من الله -عز وجل- وقد تتحقق ولكن الرؤى السيئة والقبيحة لا يجب أن نحكي عنها حتى لا تتحقق.
وبعد أن أوضحنا كل تلك التفسيرات والمعاني فإننا سنوّضح أكثر مفهوم تفسير الأحلام، فهو الشيء الذي يمنح الله بعض الناس نعمة بأن يتمكنوا منه من خلال فهم الدنيا والقرآن الكريم والسُنّة النبوية وكذلك من خلال التمّرن على ذلك والعلم الكبير، ويأتي ذلك على شقين وهما كالآتي:
- فأولهما الكشف عن الشيء الذي يؤول إليه الحلم بما تتطلبه نفسك وما تميل له، بالإضافة إلى بعض المؤثرات من العقل الباطن والضغط النفسي الذي يشعر به الشخص.
- وثانيهما محاولة الشخص لعبوره من عقله الباطن وباطن الحلم أو الرؤية إن كانت صالحة حيث أنها تكون نوع من إخبار الشخص بما سيأتيه في المستقبل وهي تشبه النبوءة.
ما هي أنواع الأحلام وتقسيماتها؟
هناك ثلاثة أنواع من الأحلام والتي تنقسم إلى كل مما يلي:
- الرؤية: فهي أمر إيجابي، بحيث يراه الحالم في نومه وهي من الله -عز وجل- وتدل على الخير والبشرى، حيث أن الرؤية القبيحة فهي من الشيطان.
- الحلم: فهو قد يكون طيب وقد يكون شر، فإن الأحلام تكون إما حلم جميل أو كابوس من الكوابيس، وعندما يرى شيئًا قبيحًا فعليه أن يستعيذ من الشيطان الرجيم فقط.
- أضغاث أحلام: أما الأضغاث فهي تأتي نتيجة للتفكير في أمر ما والتركيز عليه، فيترجمه العقل في هيئة حلم يراه في منامه.
ما هي ضوابط تفسير الحلم للمفسرين؟
كما أوضحنا فإن التفسيرات هي اجتهادات للعلماء والمفسرين وفقًا لما يعرفونه أو ما وهبهم الله إياه، ولكن هناك بعض الضوابط التي يجب أن يلتزموا بها عند القيام بذلك والتي جاءت كالآتي:
- التأويل يجب أن يكون على محل الحسن والأشياء الطيبة.
- يشترط أن تكون وفقًا للزمان والمكان للحالم و حالته النفسية.
- لابد وأن تكون العوامل التي يعتمد عليها المفسر خالية من الضرر.
- ويجب أن يكون متيقنًا بأن التفسير هو أمر يحتمل الصواب والخطأ وليس يقينيًا.